في العام الماضي مثل هذه الأيّام، كنّا نترصّد يوميات النجم خالد القيش. الممثل السوري الصاعد بقوة إلى واجهة المشهد الدرامي! تحديداً عندما أدى ببراعة استثنائية دور (العميد عصام) في مسلسل «دقيقة صمت» (سامر رضوان وشوقي الماجري) يومها كسب الرهان من جموع ظنّت أنها قد يسقط! لعب خالد بذكاء حركي ووعي جسدي عميق، دوراً منسوجاً بحرفية كاتب مشهود له ، وبالاتفاق مع المخرج الراحل... أنجزا صيغة شكلية مدهشة وقدّم أداء معافياً من أي مبالغة. هكذا، سحب البساط نحوه، وحاز على لقب نجم الموسم دون منازع محلي على الأقل! حينها قلنا بأن المجد فتح ذراعيه للممثل الشاب، وبأن طريقه ستكون معبّدة نحو إنجازات متعاقبة! ولأن الأمر لا يمكن أن يتم بجهد فردي، لذا لابد من حالة جماعية تصنع له فرصاً وتستثمر طاقته وتمهّد له استمرارية الطريق نحو النجومية وتكريس مكانته واقتناص حصّته من الضوء! لكنّ يبدو ان القيش ترك وحيداً لينجز تجربة لا تتوافق مع مقاسات موهبته الواسعة أصلاً مسلسل بدوي بعنوان «حارس الجبل» (كتابة حازم فضة وإخراج سائد الهواري) العمل بيع في سوريا بمساعي مدير إنتاج اسمه الهادي قرنيط لتلفزيون «سما» السوري ومع ذلك، لم يأت أحد على ذكر هذا العمل حتى الآن، ولم يحقق الحد الأدنى من الجماهيرية، أو الاهتمام النقدي، ولم يزد حضور خالد عليه في أي شيئ نشتهيه! كان قد باشر بتجربة في لبنان بعنوان «عشيق أمي» (كتابة رازي وردي، إخراج كنان اسكندراني إنتاج «مروى غروب» مروان حداد( ولم تر النور حتى الآن بسبب خلل إنتاجي، ووباء كورونا. لكن يمكن لأي متابع يملك رؤية استشرافية بسيطة، أن يميل لرأي غير متفائل بالمسلسل، بدءاً من عنوانه المنحدر بلغته، مروراً بما سبق لكاتبه إنجازه، وصولاً لإمكانيات مخرجه المتواضعة! رغم كلّ ذلك عاد القيش إلى الضوء خلال اليومين الماضيين، بعد حجره في المدينة الجامعية في دمشق، رفقة بالمخرج تامر اسحق وعشرات المسافرين الواصلين إلى دمشق! ظهر الرجل في لقاء إذاعي وأدلى ببعض التصريحات الإعلامية، ونشر بضعة تعليقات على صفحته الشخصية على الفايسبوك، وأثار جدلاً بسبب سوء الخدمات التي تسيّج مركز حجره!
لكن مهلاً، ربما سيقول أحد معجبي القيش: هل كان علينا أن ننتظر حجرك في المدينة الجامعية لنراك مجدداً تحت الضوء؟! أين إرث وثقل «العميد عصام»، ماذا أضفت عليه من قيمة هذا الموسم؟ ومع ذلك قد يكون قادمك مبهج أكثر!
إرسال تعليق