مع اقتراب موعد امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، أفكار كثيرة وهواجس متعددة تشغل بال الطلبة تندرج تحت ما يسمى القلق الامتحاني الذي زاد انتشار كورونا وإجراءات التصدي له من تفاقمه بشكل واضح وجلي ليس عند الطلبة فحسب بل عند ذويهم والبيئة المحيطة بهم، ولكن قيام وزارة التربية بتحديد موعد الامتحانات للشهادتين خفف من مؤشرات ذلك القلق وجعلها تتناقص تدريجياً وذلك حسبما أوضحت الدكتورة تغريد مسلم اختصاصية علم الاجتماع السلوكي- جامعة دمشق- خلال وقفة لها مع «تشرين» تحدثت فيها عن القلق الامتحاني أسبابه وتأثيراته، وقدمت أهم النصائح التي يمكن اتباعها لتجاوز هذه الفترة والحصول على النتائج المرجوة.
حالة طبيعية
في تعريف القلق الامتحاني تقول د. مسلم: هو حالة نفسية طبيعية يصاب بها الطالب في أي مرحلة من المراحل التعليمية ولكن أعراضها تبدو أكثر وضوحاً عند طلاب «البكالوريا» لأن هذه المرحلة تعد نقطة تحول في حياة الطالب ونتائج امتحاناتها هي التي ستحدد مصيره ومستقبله العلمي والمهني، ولذلك يزداد توتره وخوفه من عدم القدرة على تحقيق الهدف المطلوب.
وتضيف د. مسلم: الامتحانات بشكل عام و«البكالوريا» بشكل خاص هي ليست سنة سجن أو جلد للطالب، بل يجب التعامل معها مثل كل السنوات الدراسية وعلى الطالب وذويه اتباع عدد من الخطوات والنصائح لاجتياز فترة الامتحانات بهدوء وراحة نفسية تامة والبداية من تنظيم الوقت، فهذه الخطوة تؤدي إلى توزيع الأعباء على الطالب وتساعده على إنجاز مهامه وتحضير مواده ونفسه للامتحانات بشكل جيد، فالتنظيم هو أساس النجاح، أيضاً على الطالب الاعتماد على المراجعة والتكرار، وهذا من شأنه ترسيخ المعلومات بالعقل الباطن ليعاود استذكارها واستعادتها في القاعة الامتحانية أثناء إجابته عن الأسئلة، كما عليه عند الانتهاء من دراسة كل مادة وضع نفسه في جو امتحاني لمعرفة نقاط القوة والضعف في طريقة دراسته، أضف إلى ذلك أن على الطالب الاهتمام بموضوع النوم بشكل جيد والابتعاد عن السهر والمنبهات لأنها تتعب الجملة العصبية، بالإضافة الى الحرص على ممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي وهو ما نحتاجه في فترة الامتحانات وفي زمن كورونا لرفع مناعة الجسم والتقليل من المواد الدسمة، وتحديد أوقات الاستراحة والاسترخاء، أما بالنسبة للأهل فيجب عليهم في حال كان لديهم طلاب تاسع أو «بكالوريا» تأمين الجو المناسب للدراسة وتخفيف الضغط النفسي على الطالب ورفع معنوياته لزيادة ثقته بنفسه، ومن المهم أن يكون الأهل على علم بمقدرات أولادهم وعدم مقارنتهم بالغير أو طلب منهم أشياء أكبر من قدراتهم وإمكاناتهم أو تخالف رغباتهم، فهذه المعرفة تجعل الطالب مطمئناً ويدخل القاعة الامتحانية وهو بكامل طاقته وحيويته.
المصدر : تشرين
إرسال تعليق