سأستعرض لك في هذا المقال 8 خطوات كفيلة بتحفيزك لتدرس حتى وإن لم ترغب بذلك. فمثلك أنا وجدت نفسي في كثيرٍ من الأحيان مجبرةً على الدراسة دون حافزٍ أو رغبةٍ حقيقيةٍ مني للقيام بذلك. يكون الأمر ملحّاً لا يحتمل التأجيل. كأن يكون لدي موعداً نهائياً لتسليم ورقة عمل أو مشروعٍ أو أنّ الامتحان على الأبواب. لكنً وجوب القيام بشيء والرغبة بالقيام به أمران مختلفان تماماً. وسواء ذكّرت نفسي بلطفٍ بضرورة الدراسة أو أجبرتها على الجلوس وفتح الكتب، فإن شيئاً لم يكن يفلح. حتى اتبعت الخطوات التالية التي أتمنى أن تنجح معك كما نجحت معي.
8 خطوات كفيلة بتحفيزك لتدرس:
1. عندما لا يفلح الجلوس، امشِ
قد يبدو الابتعاد عن طاولة الدّراسة، آخر ما تحتاج إليه لتحفيزك على الدراسة. سيّما وأن دقّات الساعة تتزايد وصوتها يعلو وليس لديك ما يكفي من الوقت لتخسره في القيام بنشاطاتٍ خارجية. ابتعادك عن طاولة الدراسة والقيام بأي نشاطٍ حركي ٍ أو رياضي، كالمشي في الخارج لمدة 30 دقيقة سينتج الإندورفين. وهو مادة كيميائية كفيلة بتحسين مزاجك ونقل المزيد من الأكسجين إلى عقلك، مما يساعدك على التخلص من التشتت، التعب والتوتر. وبذلك تحفيزك على الدراسة.
2. حدد أولوياتك وقم بمهمةٍ واحدةٍ في كل مرةٍ على حِدَةٍ
أنهيت نشاطك الرياضي، وحان الآن وقت الجلوس والدراسة. لا تبدأ بعد. أولاً، اختر شيئاً واحداً للتركيز عليه. عندما تحاول إنجاز مهام متعددة، فسوف تفقد حافزك للدراسة وتميل إلى الانتقال إلى المهمة التالية على قائمة المهام في اللحظة التي تزداد صعوبة المادة الحالية أو يبدأ شعورك بالملل. اختر القسم الأسهل والأحب إليك من المهمة المراد إنجازها لأنه الأكثر قدرة على تحفيزك لتدرس. اعترف بمقاومتك ومشاعرك الصعبة وتقبّلها دون محاولةٍ للتخلص منها. لأن مقاومتها ستزيد من تركيزك عليها وبذلك زيادتها. ببساطة ابدأ بأسهل المهام وكن لطيفاً مع عقلك. قد يعني الأمر أن تبدأ بقراءةٍ غير واعية. أو تتصفح دفتر الملاحظات لديك وتجول بنظرك فيها. لا تهتم، فقط استمر. إحساسك بالإنجاز سيحفّزك على الاستمرار ويبدأ الدافع الدراسي بالتشكل شيئاً فشيئاً. انظر إلى البَدْء كعملية مشابهة لإقلاع طائرة من مدرج مطار. قد تبدأ ببطء ولكنها ستقلع!
3. ابتعد عن لصوص الحافزية
الخطوة التالية التي عليك القيام بها، إبعاد جميع المشتتات التي تقتل حافزيتك للدراسة. ابدأ بتنظيف مكان دراستك وترتيبه وإبعاد كل شيء لا يتعلق بالمادة التي قررت التركيز عليها. إبقاء المواد الأخرى ستعمل على تذكيرك بجميع المهام المتربصة بك التي سبب تراكمها شعورك بالإحباط في المقام الأول. أبعد جميع وسائل التواصل الاجتماعي وأغلق هاتف الجوال إن استطعت. إن كنت تدرس عن بعد، أغلق جميع النوافذ والبرامج التي لا تتعلق بالملف الحالي المراد دراسته. يمكنك الإبقاء في مكان الدراسة على العبارات الملهمة القادرة على تحفيزك لتدرس.
4. اتبع نهجاً محدود الوقت يمكنك بواسطته جدولة مهامك
اسأل نفسك: ما مقدار ما يمكنني تحقيقه في الساعة القادمة؟ حدد جزءاً من المهمة المراد إنجازها التي من المتوقع أن تستغرق ساعة من الوقت. ثم استخدم تقنية بومودورو لتدرسها على مرحلتين. بهذه الطريقة تستطيع التغلب على مقاومتك للدراسة. فما الذي لا يمكنه فعله في 25 دقيقة؟ اضبط مؤقتاً لمدة 25 دقيقة، واعمل على مهمة واحدة فقط خلال تلك الخمس وعشرين دقيقة. خذ بعد رنين المؤقت استراحة لمدة خمس دقائق. كرّر مجموعتك 25/5 ثلاث مرات أخرى ثم خذ استراحةّ أطول. لا تساعد تقنية بومودورو فقط في القضاء على المقاومة، لأن العمل لمدة 25 دقيقة يمكن التحكم فيه ؛ بل، بمرور الوقت، يمكن أن تساعد هذه التقنية في تحسين مدى انتباهك وتركيزك. شعورك بالإنجاز وقدرتك على الالتزام ستحفزك للدراسة لتنطلق بعدها.
5. شكّل مجموعة دراسة تحفّزك وتحفّزها
إذا كنت شخصاً اجتماعياً، قد تجد دافعاً للدراسة في دراستك مع مجموعة. يمكن أن تدرس مع أشخاص لديهم نفس المواد الدراسية أو آخرون ليسوا حتى في نفس الفصل. المهم ألّا تشعر أنّك وحيدٌ في هذه المعاناة. وشعورك بقدرة الآخرين على القيام بشيء لا تريد القيام به سيتسبب بتحفيزك لتدرس. كما يمكنهم مساعدتك باختبار مدى إحاطتك وفهمك للمادة المدروسة. يمكنك أيضًا طلب المساعدة من معلمك في هذا الموضوع. اسأل عما إذا كان بإمكانك أنت وعددٌ قليل من الأصدقاء القدوم مبكراً أو البقاء متأخراً. سيساعد التواجد في حضور معلمك على تحفيزك على الدراسة فعلاً، وستحصل على مكافأة إضافية تتمثل في وجود خبير في الغرفة لمساعدتك. إذا كنت تؤجل الدراسة لأن المادة مربكة، فإن هذه الإستراتيجية ستساعدك بالتأكيد.
6. التسويف المنظم يزيد الدافع الدراسي!
“يمكن لأي شخص القيام بأي قدر من العمل، بشرط ألا يكون العمل الذي من المفترض أن يقوم به في تلك اللحظة” روبرت بينشلي (Robert Benchley).
صدق أو لا تصدق، يمكنك استخدام التسويف لمصلحتك. تم إنشاء وشرح التسويف المنظم أول مرة من قبل الأستاذ في جامعة ستانفورد جون بيري (John Berry). يعتمد التسويف المنظم على القيام بالأعمال الأقل أهمية لتسويف الأعمال الأكثر أهمية، فكرة بسيطة ! لذا يمكنك دفع نفسك للقيام بمهام صعبة وفي الوقت المناسب، لكي تنجح هذه التقنية، ستحتاج إلى التفكير في المهام الأكثر أهمية أو صعوبة من الدراسة ووضعها في أعلى قائمة المهام. ثم تصبح الدراسة مهمة أسهل وتميل إلى القيام بها كطريقة لعدم القيام بتلك المهمة الأكثر أهمية. باختصار هروبك من مهمةٍ أثقل عبئاً سيقوم بتحفيزك لتدرس.
7. إن لم تجد في المنزل دافعاً للدراسة، ابحث عنه في المقهى أو المكتبة
عندما تجلس للدراسة من الطبيعي أن تبدأ بالتفكير في أنك الشخص الوحيد في العالم الذي يدرس حالياً بينما تجد الآخرين يتسكعون في المقاهي. فلماذا لا تنضمّ إليهم؟ نعم اذهب إلى المقهى ولكن خذ كتابك معك. ستجد الكثير من الأشخاص الآخرين الذين يقرؤون أيضاً ويدرسون ويعملون بهدوء. مما سيحفّزك لتفتح كتابك وتنضمّ إليهم. يمكنك أيضاً الذَّهاب إلى المكتبة فرؤية أشخاص آخرين يدرسون أمر كافٍ لتحفيزك لتدرس.
8. انغمس في الموسيقى واسمح لها أن تحفّزك لتدرس
قم بتشغيل الموسيقى المفضلة لديك (أو بعض الموسيقى الكلاسيكية إذا كانت الكلمات تشتت انتباهك). سماع الموسيقى أثناء الدراسة كفيلٌ بتحسين مزاجك، يشعرك أنّك تستمتع بوقتك ويجعل المهمة التي تقوم بها تبدو أقل كآبةً وبالتالي بتحفيزك لتدرس. ثم إنّ انشغالك بالأصوات المحيطة قد يكون سبباً من أسباب تشتيتك. عندما تقوم تضع السماعات على رأسك والاستماع للموسيقى، تنسى بسرعة كل تلك الملهيات وتتمكن من التركيز على ما تحتاج إلى القيام به.
في النهاية، فكّر في سبب حاجتك للدراسة. هل تحتاج إلى النجاح لتتخرج؟ هل هذه الدورة التدريبية ستكون سبباً في تحسين مسيرتك المهنية؟ هل تريد أن تجعل عائلتك فخورة؟ هل تريد أن تثبت لنفسك أنه يمكنك فعل ذلك؟ مهما كان السبب، استمر في العودة إليه في كل مرة لا تشعر فيها بالرغبة في الدراسة. وستجد أن دافعك وحافزيتك للدراسة تجددا لتبدأ الدراسة من جديد.
المصدر أراجيك
إرسال تعليق